سليانة: نحو تصنيف غابات كسرى ضمن التراث البيولوجي العالمي
تنتمي منطقة كسرى إلى الظّهرية التّونسيّة وتتميّز بارتفاعها وكثرة تضاريسها وكثافة غابتها المتكوّنة من الصّنوبر الحلبيّ أساسا الذي يكسو أكثر من ثلثي الأراضي بالمنطقة وغابات الكشريد (شجر البلوط) التي تمتدّ على اكثر من 45 هكتارا إضافة إلى أشجار التّين.
وتمتدّ حقول التّين على امتداد الكيلومترين وتسقى بالأساس من مياه العيون الجارية. ويعتبر التين "الزيدي" أهمّ أنواع التّين الّذي يتمّ إنتاجه في كسرى وهو من أجود أنواع التّين في البلاد التونسية إلى جانب 25 نوعا، كما لا ننسى غابات الزياتين التي لها قصة ضاربة في عمق التّاريخ منذ آلاف السّنين، وهي جزء من ثقافة الكساوريّة وتقاليدهم منذ القدم، والمعروف عن الزّيت الكسراويّ أنّه من أجود أنواع الزّيت، وذلك يرجع إلى المناخ والطّبيعة الجغرافيّة الّتي تتميّز بها المنطقة.
ثراء طبيعي وبيولوجي جعل كسرى محل دراسة من مكتب دراسات تابع لوزارة البيئة بغاية تصنيف الغابات ضمن التراث البيولوجي العالمي على غرار غار الملح و دجبة وقرقنة، بهدف تثمين المنظومات الفلاحية التقليدية القديمة.
وأفاد معتمد كسرى علي الصالح لطيفي في تصريحه لموزاييك أن كسرى ثرية بتنوعها البيولوجي ولازالت محافظة على النظم التقليدية في الري القديمة عبر العيون الجبلية التي لا تحصى ولا تعد، مشير الى انه تم السنة الماضية تقديم ملف نحو تسجيل بلدية كسرى كبلدية سياحة، وذلك لما تزخر بيه من موارد سياحية ايكولوجية ومناظر طبيعية ناهيك عن دعم السياحة البيولوجية من خلال تثمين المنتوجات الكسراوية من زيت زيتون والتين والبلوط .
وأكد اللطيفي أن الدراسة المقدمة نحو تصنيف غابات كسرى ضمن التراث البيولوجي العالمي محل متابعة من قبل مكتب دراسات تابع لوزارة البيئة ومنظمة الأغذية العالمية وسيساهم حتما في تغيير الخارطة النمطية للسياحة الايكولوجية وخلق آفاق جديدة لأبناء المنطقة للترويج والتعريف بخزون كسرى البيولوجي.
نبيهة الصادق